Warning: session_start(): open(/home/clients/ed3c6347dbe4ca3a4321eb32fe384a07/tmp/sess_044abf0f105ae9c9c3b2705443d21e59, O_RDWR) failed: Disk quota exceeded (122) in /home/clients/ed3c6347dbe4ca3a4321eb32fe384a07/arablog/wp-content/plugins/popover/inc/external/wpmu-lib/inc/class-thelib.php on line 114
قبائل الحياينة
arablog.org

مقاومة قبائل الحياينة للاستعمار الفرنسي


ينصب اهتمام هذه الندوة على أخذ العبر من المقاومة المغربية ، والتي تثبت أنه لا يوجد شعب مصمم على الحرية وتقهره أي قوة غاشمة ، مهما كانت المقاومة جهوية أو وطنية .

ومن الدروس التي ترسخها هذه الندوة ، أنه لا يوجد مذهب خاص للمقاومة ، فالبطولة والمقاومة لا تنضبطان لضوابط سياسية واجتماعية واحدة ، كما أن المقاومة ليست بالضرورة مقاومة عسكرية في الميدان ، إذ أن ألوانا عديدة من المقاومة تبتكرها الشعوب وتطبقها ، من مواجهة بالصمود والعناد إلى عدم التعاون إلى مقاومة عسكرية وحرب عصابات.

إن قبائل الحياينة لم تفقد العزم على الوقوف في وجه الاستعمار الفرنسي ، إلا بعد أن كانت قد صممت بطريقة أو بأخرى على أن تكتب تاريخها بإرادتها وهي في هذه الحالة تعد صانعة للتاريخ ، ترفض أن تكون أسيرة لتاريخ فرض عليها قهرا ، ولا بد من تسطير صفحاته .

لقد ظهرت قبائل الحياينة في وقت الشدة أرقى نفسا وأنبل مقصدا ، فلم تتوان عن الاستشهاد ، وأصر المقاومون الحيانيون على المقاومة التحررية بالرغم من أنهم كانوا غير معبئين سياسيا وعسكريا للحرب ، كما كان ينقصهم السلاح ، ولكنهم حاربوا بإيمانهم القوي ، والذي متعهم بروح قتالية عالية ، وقوة التحمل الرائعة ، وبذلك يضربون خير أمثلة على الكفاح والمقاومة . فهم أبطال نفذوا أعظم مهمة يمكن أن يقوم بها المواطن ، وبدون انتظار ترقية أو مصلحة مادية آنية .

إن تركيز هذه الندوة على المقاومة الجهوية ، يدخل ضمن اهتمامات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، والتي تسعى إلى إحياء الذاكرة الوطنية بمختلف مكوناتها ، ووفق ذلك ، فإن دراسة مقاومة قبائل الحياينة يصب في هذا الاتجاه ، كما ينضاق إلى ذلك ، عامل مهم في تاريخ مقاومة هذه الجهة ، كون قبائل الحياينة تعتبر من القبائل الكبرى في تاريخ المغرب في أوائل القرن العشرين .

إن الحجم السكاني لهذه القبائل هو الذي يفسر حضورها الفاعل في مجموع الأحداث التي شهدتها المنطقة في علاقتها بمدينة فاس سواء تعلق الأمر بالقرن التاسع عشر أو بشمال وشرق المغرب في مطلع القرن العشرين .

1 ـ مقاومة قبائل الحياينة بزعامة محمد الحجامي : 

خاضت قبائل الحياينة بزعامة محمد الحجامي معارك ضارية ، ركزت الاهتمام فيها بالدرجة الأولى على وسائل تحطيم تكتيكات الجيش الفرنسي المرابط في مجالها ، وإرباك خططه الدفاعية ، وقد كان الحيانيون مدركون بأن القوات الفرنسية متفوقة في العدد والعتاد ، لهذا تبنوا ضرورة إنهاك قوى الجيوش الفرنسية ليحولوا دون انتشارها بسرعة كبيرة .لقد كان المبدأ الرئيسي لخاصيات مقاومة قبائل الحياينة هو الحرب الاستنزافية المبنية على أخذ المبادرة والمرونة والتخطيط للمعارك الصغيرة والسريعة والكثيرة والطويلة المدى والتحرك بسرعة والتنسيق مع بقية المناطق المقاومة الأخرى .

يتضح أن المقاومين الحيانيين لجأوا إلى قاعدة عسكرية ذكية ( اضرب واهرب) ووفق ذلك ، لم ينتزع الفرنسيون من هولاء المقاومين إلا انتصارات صغيرة وشاقة .

وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن المقاومين الحيانيين استفادوا من غاراتهم على الأعداء وفي التخفي عن أعينهم وكثيرا ما تأكد للفرنسيين أنهم يحاربن أشباحا.

إن هذه الخاصية تبرعن على أن المقاومين الحيانيين تمكنوا من أن يدرسوا العدو ، وإمكاناته العسكرية دراسة شاملة كاملة ، واستغلوا كل ما من شأنه زعزعة استقراره بالمنطقة ، فالمعارك التي سوف ندرجها تشهد على ذلك. 

أ ) ـ محاصرة مدينة فاس ( ماي 1912 )

إن التنسيق الذي تم بين الحجامي ورحو من أجل الهجوم على مدينة فاس ، ترجم يوم 16 ماي 1912 ، حيث تزعم الحجامي حركة انطلقت من بومرشد تتكون من التشكيلة التالية :

ـ 3000 فارس ـ 600 راجل موزعين بين غياثة والبرانس وبني وراين والحياينة.

وكان من نتائج حصار القبائل لمدينة فاس ، انقطاع المواصلات مع الجبهة الغربية الساحلية ، ولم يبق لفاس سوى منفذ مليلية وبلاد الحياينة من أجل التموين ، وفي خضم اندلاع المواجهات ، حاول خمسون حيانيا اقتحام المشور من أجل السطو على الذخيرة التي توجد بداخله ، وقد اتضح من خلال زي الحيانيين أن الأمر يتعلق بحرب جهادية .(اطلع على وثيقة تخطيط هجوم الحجامي على مدينة فاس ).

استطاعت القوات الفرنسية بقيادة العقيد غورو ( Colonel Gouraud ) فك الحصار عن المدينة وإبعاد المرابطين بالضواحي إلى الجبال . 

وفي هذا الصدد استطاع الحجامي استنفار بعض القبائل الحيانية وخاصة أولاد عيسى الذين كانوا مهيئين لتبني نداء الجهاد الذي دعا إليه ، وسيدشن عملياته الجهادية بإعلانه في نهاية شهر ماي 1912 ، الهجوم على أربعاء تيسة .وبمجرد ما شاع الخبر ، جهزت القيادة العامة الفرنسية رتلا بقيادة بيرون (Pierron ) ، فخرج هذا الأخير من فاس يوم 2 يونيو 1912 ، وانطلقت عمليات المطاردة من 4 إلى 23 يونيو من نفس السنة ، حيث جاب المنطقة الممتدة من بلاد الحياينة إلى حدود هضبة ورغة ، أما قبائل الضفة اليمنى لورغة بالرغم من تأثرها بدعوة الحجامي الجهادية ، فإنها ركنت إلى الخضوع ، فأرسلت نوابها إلى العقيد ( Pierron ) طالبين الأمان ، وباستثناء هذه الحالة ، فإن أولاد عيسى ظلوا متشبثين بخيار الجهاد ، وأمام هذا الموقف لم يبق للعقيد (Pierron ) إلا الرجوع إلى فاس يوم 26 يونيو 1912 .

ب ) ـ معارك 14 يونيو 1912 : 

تأزم الوضع السياسي بمدينة فاس وضاحيتها ، وزادت قبائل بني مطير وشراردة وأولاد جامع والحياينة من شدة ذلك . وعلى إثر ذلك كلفت القيادة العامة الفرنسية الجنرال غورو مباشرة عمليات المطاردة الهادفة إلى القضاء النهائي على فلول المفاومة بالمنطقة ، وقد جهز لهذه العملية قواما قتاليا يتكون من : 

ـ ست كتائب ـ أربع سرايا ـ ثلاث بطاريات .

وصل الجنرال غرو بجيشه إلى قلب بلاد أولاد رياب يوم 15 يونيو 1912 ، واستقر بسوق ثلاثاء النخيلة ، وبعد ثلاثة أيام ( 17 يونيو 1912 ) داهم الحياينة فرقة دوران ( Durand )

لكن مدفعية العقيد ( Mazillier ) صدت هذا الهجوم ، انتهت هذه المعركة بمقتل ثمانية من ضمنهم الملازم هيتز Heitz وأربعة مفقودين وثلاثة جرحى . أما بقية هذا الفوج فقد تم إنقاده بفعل هجوم مضاد قاده الرقيب Leroz بالتشكيلة التالية : 

ـ 12 جنديا ـ بعض الصباحيين Spahis .

وقد استمر المقاومون في محاصرة هذا الفوج ، وحول ذلك يقول الجنرال غورو : ( تلقيت مراسلة من العقيد Mazillier تخبرني بأنه يختبئ في دردارة بعد أن طارده العدو إلى بني سادن وقد تحمل نتيجة ذلك 13 جريحا ) .

ويصف الجنرال غورو هذه المعركة ، حيث دارت أحداثها في حرارة مرتفعة وصلت إلى 47 درجة في الظل و57 تحت الشمس .

وإزاء هذا الموقف ، كان على الجنرال غورو أن يخرج بوحداته لفك الحصار حول وحدة العقيد مازليي Mazillier ، وقد انتدب لهذه العملية القائد Giralt بالتشكيلة التالية :

ـ فصيلتين من المناوشين ـ فصيلة 75 ـ كتيبة .

استطاع هذا القائد أن يفكك حشود الحجامي ، وأن يلحق بهم أضرارا جسيمة .

أن هذا الانتصار اعتبره الجنرال غورو بمثابة درس للمقاومين .

وبعد ذلك ، قامت هذه الوحدات بحملات تمشيطية بالمنطقة ، وطاردت الهاربين بواسطة المدفعية ، فاتجهوا على إثر ذلك إلى بني سادن ، وبناء على هذه العملية تبنت القيادة العسكرية خطة التطويق التالية : 

ـ الاستيلاء على الضفة اليمنى لواد إيناون.

ـ الاستيلاء على الضفة اليسرى للوادي .

ـ الزحف إلى حدود تيسة .

ـ الاستعانة بموكب الجنرال غورو .

وبمجرد ما تمت هذه الترتيبات ، أخبر القائد دولاموت Delamothe بأن حشدا كبيرا من بني وراين والحياينة قد تجمع بواد مطماطة على بعد 12 كلم شرق معسكر غورو ، وبات من المتوقع أن يشنوا هجوما في نفس الليلة 20 يونيو ، وبالفعل تأكد بأن هؤلاء المقاومين بدأوا يتحركون في اتجاه معسكر الوحدات الفرنسية .

ج) ـ معارك 19 يونيو 1912 : 

منذ فجر 19 يونيو وصل القائد Giralt إلى حوض إيناون ، ولم يجد من المقاومين سوى بعض المجموعات التي انتقلت من الضفة اليمنى إلى اليسرى لوادي إيناون ، أما أكبر تجمع لها ، فقد كان في الجهة الغربية للوادي ، وقد أخبرت القيادة العسكرية على الساعة الثامنة بأنه لا أهمية لتجمع مطماطة الذي يضم جبالة وبني وراين ، وعليه توقف تنفيذ الهجوم الذي تقرر بالأمس ، وبالرغم من ذلك استأنف الزحف جهة الغرب ، وما أن وصلت هذه الوحدات إلى الوادي حتى انطلق الاشتباك على الساعة الواحدة ، واستمرت المعركة حتى الرابعة والنصف بعد الزوال ، ولم تعبر هذه الوحدات الوادي إلا بمشقة كبيرة ، وأثناء ذلك ، حاول الجنرال غورو أن يتدارك الموقف وأن يتحرك في الوقت المناسب ، فبادر إلى إرسال Giridon صحبة فصيل وسرية لمراقبة ما يحدث بمؤخرة الجيش ، فتأكد أنها محاصرة من طرف المقاومين الحجاميين ، وتم إرسال فوج Steimetz لفك هذا الحصار ، وبالفعل انتهت هذه العملية بنجاح ، وسيطر LeRoud على القمم وأخضع بذلك ( أولاد بوعيشة ) ، بالإضافة إلى إنشاء مركز عسكري بهذه المنطقة ، ووفق ذلك حشدت الوحدات الفرنسية جميع فرقها ( فرقة Guillon و فرقة Verdet ) وفيصل Millier للقيام بهجوم شامل على المحاصرين لها ، وفي هذا الشأن يقول الجنرال غورو : ( إن العدو أمامنا وخلفنا ، لذلك انسحب الرماة إلى الخلف ، فعانوا كثيرا من الظمأ ) . إن الحصار لم يتم طويلا ، إذ نجح الهجوم المبيت من قبل ، وتمت السيطرة على القمة المشرفة على النهر ، وعلى الساعة الثامنة عسكرت جميع عناصر هذه الوحدات في المواقع الاستراتيجية ، باسطة بذلك قوتها على مجموع المنطقة ، لكن كل ذلك ، لم ينته بدون أن يخلف ضحايا في صفوف هذه القوات ، إذ قتل جندي وجرح إثنا عشر منهم الملازمان التاليان : Delage و Fleche الذي فقد عينيه .

د ) ـ معارك 22 يونيو 1912 : 

لم يتوان محمد الحجامي من مباغثة الوحدات الفرنسية ، بحيث داهمها في كدية (كرانة) ، لكن المدفعية ردته على أعقابه ولاذ بالفرار ، إلا أن ذلك لم يوقف عزم هذه الوحدات من مطاردتها للحجامي وأتباعه . وحول ذلك يقول غورو : ( وحوالي الساعة التاسعة ظهر في جهة الشرق خيالة ، اعتقدنا أنها خيالة بني ورتين فإذا بها كانت خيالة بني سادن المتمردين ، وتم الوصول إلى هذه المرتفعات حيث اعتقدنا بوجود الشريف الحجامي بها ، لكنه اختفى .)

إن نتائج المطاردة لم تكن مجدية مما حدا بالجنرالين ليوطي ومونييه أن يراسلا الجنرال غورو في شأن ذلك ، ويقولا : ( بما أن عملياتكم لا تجدي نفعا ، يجب أن تستمروا في المطاردة ) وكان جواب غورو كالتالي : ( وأجبت عن هذه الرسالة مؤكدا على ضرورة الاندفاع في اتجاه وادي اللبن ).

وتحت تأثير هذه الرسالة قامت الوحدات الفرنسية المرابطة بالمنطقة باستطلاعات متتالية ، وواصلت زحفها إلى وطية ركراكة .

يتضح من خلال هذه العمليات أن قيادة محمد الحجامي كقيادة عسكرية ما تزال تحت الاعتقاد بأنه بإمكانها تحقيق النصر على الوحدات الفرنسية بالرغم من أن نتائج جميع العمليات التي قادها انتهت كالمعتاد بالهزيمة ، إلا أنه لا ننسى أن هناك عوامل أساسية لعبت دورا كبيرا في ذلك ، وبالخصوص ظهور زعامات محلية أخرى ، دخلت مسلسل المقاومة بإمكانياتها وبإصرارها على طرد الغزاة الأجانب.

2 ـ مقاومة قبائل الحياينة بزعامة السملالي والحجامي : 

إن الانتصارات المتتالية التي انتزعتها القوات الفرنسية من المقاومين بهذه المنطقة ، لم تزدهم إلا إصرارا وإيمانا بعدم تحقيق النصر السريع ولكن المهم ، هو جعل المنطقة كلها مصيدة للعدو ، وفي هذا السياق ظهر السملالي المدني ، والتحقت بعض القبائل الحيانية بدعوته الجهادية . وقد استغل السملالي تمرد مجموعة من القبائل الحيانية ، حيث طالب في شهر أبريل 1913 أولاد بكر ( أولاد عيسى ) بأن يعينوا شيخا عليهم ، وكانوا يهدفون من ذلك تعطيل التدخل العسكري المزمع تنفيذه ببلادهم ، وأثناء هذه الوضعية ، قطع أولاد عيسى الطريق في وجه إخضاع قبائل جبالة للفرنسيين ، وشكلوا بذلك سدا منيعا لخضوع واستسلام مجموع قبائل الجهة الشمالية ، وبنفس الموقف رفض أولاد الطاهر الخضوع ، أما أولاد المحررين الفوقانيين ، فقد فشلت معهم جميع المحاولات .

وما إن حل شهر غشت 1913 ، حتى أصبح أولاد عيسى من أتباع السملالي المدني ، حيث عين عليهم قائدا ، ومن ذلك الحين يقول (فوانو) في هذا الصدد : (( لقد أعلنت قبيلة أولاد عيسى الحرب ضدنا ، وقد سلك قسم من أولاد بن غينة نفس موقف أولاد عيسى ، وبالنظر إلى هذه التحركات فإن القيادة العامة تخوفت من استفحال وانتشار المقاومة في صفوف القبائل الحيانية ، فبادرت إلى استعجال تدخل عسكري قوي لإخضاع المنطقة )).

إن التحرك العسكري الفرنسي كان نتيجة انخراط فشتالة وشراكة وسلاس لدعوة السملالي الجهادية ، وذلك بالرغم من كون هذا القائد كان مستقرا ببلاد الجاية .

وبعد ثلاثة أشهر من المناوشات والإخضاع ، ساد الهدوء ببلاد الحياينة باستثناء أولاد عيسى وقبائل الضفة اليمنى لورغة فقد ظلوا مقاومين للاستعمار الفرنسي .

وظل الوضع غير مستقر بالمنطقة ، وتكلف الجنرال غورو بإخضاع المنطقة ، بقواته المحتشدة بتيسة يوم 30 أبريل 1914 من أجل مطاردة أولاد عيسى ، وزحف بثلاثة أرتال في اتجاه بوسبلو ، وبمجرد ما اقتربت هذه القوات من بلاد أولاد عيسى حتى فر هؤلاء من خيامهم وانسحبوا إلى ما وراء ورغة .

يتضح من خلال طبيعة هذه المقاومة أن أولاد عيسى كانوا واعين بقوة العدوعدة وعددا ، لذلك حينما يتغلب عليهم الفرنسيون ، ينسحبون من ميدان المعركة حتى يحافظوا على قوامهم القتالي وقوتهم الذاتية ، والعمل بكل الوسائل على ضرب العدو في اللحظات الحرجة والمؤلمة والتي يكون لها أثر على إرباك خططه وتكتيكاته العسكرية .

اخترقت قوات الجنرال غورو حوض ورغة يوم فاتح ماي 1914 ، وأحرقت مقر الحجامي الذي يعسكر فيه السملالي ( الروكي ) ، وتمت مراقبة أولاد الطاهر بطن من أولاد عيسى المستقرين بالضفة اليمنى لورغة ، وانتهت عملية المطاردة بمعركة شارك فيها أولاد عيسى والجاية ومغراوة وبني زروال وريوة وصنهاجة ، وقد أسفرت هذه المواجهة عن مقتل 90 وجرح 150 ، في حين سقط في صفوف رتل الجنرال غورو 09 قتلى و25 جريحا . واستمر زحف رتل الجنرال غورو ، إذ حشد قواته يوم 2 و 3 ماي 1914 ببوسبلو ، وكانت الغاية من ذلك معاقبة أولاد عيسى المستقرين بالضفة اليسرى ، فأحرق خيامهم ، وبعد ذلك رجع إلى تيسة يوم 4 ماي 1914 ، ومن خلال هذا الانسحاب تيقنت قوات الجنرال غورو من هروب الحجامي إلى بني زروال ومقتل السملالي ( الروكي).

وبالرغم من النتائج العسكرية الإيجابية التي حققتها القوات الفرنسية بالمنطقة ، إلا أن أولاد عيسى وأولاد الطاهر ظلوا متمردين أوفياء للمقاومة .

لقد كادت قبيلة أولاد عمران في شهر شتنبر 1914 أن تنخرط كلية في المقاومة ، وخاصة الجعافرة التحتانيين الذين امتنعوا من أداء الضريبة ، إلا أن قوة الجيش الفرنسي المرابط بهذه الناحية ، تدخل بسرعة وفرض إيقاع الهدنة والخضوع .

إن هذا الخضوع لم يعمر طويلا ، حيث اندلعت حركة المقاومة بمجموع بلاد الحياينة ، فانخرط تقريبا مجوع أولاد عمران وبطن من أولاد عليان ، وقد احتموا بالضفة اليمنى لورغة ، ولمواجهة هذا الوضع ، استنفرت القيادة الفرنسية فرقة تازة المتحركة من أجل دعم القوات الفرنسية المرابطة ببلاد الحياينة . وفي هذه الأثناء نقل الحجامي المعركة الجهادية إلى شمال ورغة ، حيث أصبح أولاد جموح على أهبة حمل السلاح ، مما فرض على القيادة العامة البحث عن خطة عسكرية فاعلة تخضع القبائل الحيانية المقاومة ، ووفق ذلك أصدر الجنرال هنريس Henrys تعليماته يوم 23 يوليوز1915 للمقدم Derigoin من أجل الإغارة على الحياينة المقاومين ، فانطلق يوم 14 يونيو 1915 على الساعة الرابعة صباحا ، مخترقا بلاد القبائل الخاضعة ، وواصل الزحف إلى أعالي سوق الثلاثاء.. وأثناء هذه المسيرة واجه أولاد عيسى وأولاد بن غينة وصنهاجة ، لكنه نجح في صدهم بقوة ، واستمر في الزحف ، إلى أن وصل خلال هذه المرحلة إلى أعالي شرق بوسبلو ، وبمجرد ما إن حل الليل حتى جاءت وفود من هذه القبائل تطلب الأمان .

إن نجاح المقدم Derigoin في مطاردته للمقاومين ، فتح شهيته لمتابعة حملاته التمشيطية حيث طارد المجموعات المقاومة المتمركزة في اتجاه الشمال الشرقي ، وتقدم إلى حدود عزيب الهرنوني بغية حماية رتل سيمون Simon في حالة تراجع ، ولم يتوقف إلا عند سوق السبت . وعموما نجحت هذه القوات في تشتيت المقاومين الحيانيين ، وتقبلوا خسائر فادحة في الأرواح ، في حين قتل في صفوف القوات الفرنسية إثنين من بينهم الملازم Colonna de Lecca وثمانية جرحى .

كانت لعمليات المطاردة نتائج مهمة إن على صعيد إخضاع مقاومي المنطقة ، أو تراجع العديد من القبائل الحيانية في مواجهة القوات الفرنسية ، ولجوءهم إلى حل السلم والخضوع . وكانت أولاد امحمد وأولاد سلطان الأولى التي اختارت طريق الاستسلام ، حيث أعلنت خضوعها بتيسة يوم 26 يونيو 1915 .

يعتبر يوم 7 يونيو 1915 تاريخ إخضاع آخر المجموعات الحيانية المقاومة ، وذلك بعدما ضمن الفرنسيون لهم شروط مقبولة للعودة إلى خيامهمrrrrrrrrrrrrrrr


Fatal error: Uncaught Exception: 190: Error validating application. Invalid application ID. (190) thrown in /home/clients/ed3c6347dbe4ca3a4321eb32fe384a07/arablog/wp-content/plugins/seo-facebook-comments/facebook/base_facebook.php on line 1273

Warning: Unknown: open(/home/clients/ed3c6347dbe4ca3a4321eb32fe384a07/tmp/sess_044abf0f105ae9c9c3b2705443d21e59, O_RDWR) failed: Disk quota exceeded (122) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/home/clients/ed3c6347dbe4ca3a4321eb32fe384a07/tmp) in Unknown on line 0